الخميس، ٣٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ


جسر الأئمة هو جسر فوق دجلة يربط منطقتي الاعظمية والكاظمية بغداد المتاخمتين لضفة نهر دجلة، سمي بهذا الاسم لوقوع مقبرتين كبيرتين دفن فيها رفات الكثير من علماء الاسلام وهي مقبرة قريش التي دفن فيها موسى الكاظم في الحضرة الكاظمية ومقبرة الخزيران التي دفن فيها الأمام ابو حنيفة النعمان جامع الامام الاعظم بالإضافة إلى رفات الكثير من علماء وائمة بغدادفي كلتا المقبرتين
تاريخ بناء الجسر
كان الجسر القديم طائفاً على النهروكان يربط بين الضفتين مكوناً من طوافات متلاصقة ومربوطة بحبال متينة، يطلق على الطوافات في اللهجة العراقية الدارجة (الدوب) ومفردها (دوبة)، (وهي عبارة عن طوافات مصنوعة من معدن الحديد وحجمها يتحدد حسب الحاجة سواء للنقل)، حيث تسحب مقطورة مع زورق بخاري أو لغرض عبور الناس أو لصناعة الجسور العائمة التي هي أشبه بالجسر العسكري المؤقت। وكان يطلق على الجسر العائم هذا أسم الاعظمية نسبة لحي الأعظمية الذي كان أكبر بكثير من حي الكاظمية وأشد أزدحاماً। وكانت تروى قصص وحكايات ظريفة عن جسر الاعظميةالعائم اذ كثيراً ما تحرر من وثاقهِ الذي يربطهُ بالضفة وأنطلق عائماً في نهر دجلة فيستيقظ الناس وقد وجدوا ان جسرهم قد هرب.
ويتطوع للبحث عنهُ معظم الناس في المنطقة والذي يجدونهُ راسياً على بعد كيلو مترات قليلة وتتم اعادته مرفقاً بالعزف الموسيقىالشعبي وهلاهل (زغاريد) النسوة لمصالحتهِ ظناً منهم انهُ ترك مكانهُ زعلاً وغضباً। ولكن هذا الجسر تمت إزالته بعد بعد الحرب العالمية ليتم بناء جسر قوي لا يزعل ولا يهرب من قبل شركة بريطانية، وبني جسر شبيهاً لجسر الأحرار من حيث التصميم إذ كان يعتبر كواحد من أجمل بغدادالأربعة في ذلك الوقت وهو يشبه إلى حد كبير من حيث التصميم جسر باترسي في لندن ولدى انشاء الجسر الجديد عام 1957قرر أهالي الاعظميةوهم من طائفة السنةإطلاق اسم منطقتهم عليهِ واسموهُ كسابقهِ جسر الاعظمية، ولكن أهالي الكاظمية الشيعةأصروا على إطلاق أسم منطقتهم عليهِ ، فقررت الحكومةفي ذلك الوقت (في العهد الملكي) تسميتهِ بأسم يرضي جميع الأطراف وبعيداً عن الخلافات فأطلقت عليه أسم جسر

1 التعليقات:

IRAQI SPIRIT يقول...

تحايا وسلامي لمن سكن بغداد دار السلام موضوع لطيف لاتصاله بروح العراق وتأريخه التراثي والأجتماعي والعمراني ، فمن الضروري لمن يكتب أو ينقل أن يكون مترجم لروح العراقيين بودهم وحبهم للتألف والتعايش فيما بينهم بعيدا عن العبارات التي توحي للقراء بنوع من الفصل بين هذا الطرف أو ذاك فلم يكن من الضروري أن تذكري كلمة(السنة والشيعة)في الموضوع لانه لايحناج الى هذه العبارة ويبقى الموضوع محافظا على قوة التعبير فيه لان ما تنقليه من الصور الأجتماعية ليس تحليلا سياسيا صرفا قد يحتاج الى الأشارة أو الدلالة بالاسم لكل مكون في هذه المناطق، بل عليه أن يكون تجسيد للتلاقي بين ضفتي النهر وليس العكس.
تقديري وأحترامي

إرسال تعليق